الاصلاحية | فاصل سياسي |
لا زالت أمريكا وحلفائها يصعدون من لهجتهم الخطابية حول إمكانية شن ضربة عسكرية أمريكية ضد أهداف سورية على خلفية مزاعم مفبركة اتهمت الحكومة السورية باستخدام “الكيماوي” أثناء تحريرها لمدينة دوما شرق العاصمة دمشق.
إبلاغ شركات الطيران بإمكانية تغيير مساراتها فوق المتوسط بسبب احتمال ضرب سوريا
وكانت نقلت وكالة “إنترفاكس” عن مصدر مطلع أن شركات الطيران، التي تنفذ رحلات جوية فوق البحر الأبيض المتوسط، تلقت إبلاغا باحتمال تغيير قواعد التحليق هناك بسبب ضربات صاروخية ممكنة على سوريا.
وقال المصدر، في حديث للوكالة الروسية: “مركز إدارة العمليات في بروكسل أبلغ شركات الطيران باحتمال وجود ضرورة للمراجعة الإضافية لمسارات الطائرات والممرات الجوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط بسبب إمكانية تصعيد النزاع في سوريا وتوجيه ضربات على أهداف برية”.
وأوضح المصدر أن “من المحتمل أن يجري خلال الساعات الـ72 المقبلة توجيه ضربات صاروخية إلى أهداف في سوريا”، مشددا على أن هذه الإمكانية “بمثابة تهديد محتمل للطيران المدني”.
وأشار المصدر المطلع إلى ضرورة تنفيذ الرحلات الجوية في المنطقة بالاطلاع على المعلومات حول التغييرات في قواعد الطيران، مبينا أن الإبلاغ وصل إلى عدد كبير من الشركات بينها أوروبية وروسية ومن منطقة رابطة الدول المستقلة.
وكان نشر موقع روسيا اليوم ما قال انها خمس وقائع أو أدلة من شأنها أن تكون مؤشرات على تحضير واشنطن لقصف سوريا:
الدليل المحتمل الأول: أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ألغى الفعاليات المخططة لنهاية الأسبوع الجاري. وعلى وجه التحديد ألغى ماتيس حضوره لندوة “كومنولث كلاب” في سان فرانسيسكو المقرر ليوم السبت المقبل، بالإضافة إلى إلغاء فاعلية بجامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا يوم 16 أبريل.
وأفادت قناة “فوكس نيوز” نقلا عن مسؤولين أمريكيين بأن ماتيس ألغى أيضا جولته في ولاية نيفادا.
الدليل المحتمل الثاني: تأتي الأنباء عن إلغاء مشاركة ماتيس في الفعاليات المقررة نهاية هذا الأسبوع بعد إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يحضر قمة دول أمريكا اللاتينية في بيرو، من أجل “الإشراف على الرد الأمريكي على سوريا”، حسبما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز.
وكان من المقرر أن يصل ترامب إلى عاصمة بيرو، مدينة ليما يوم الجمعة المقبل ليشارك في القمة. وسيمثل الولايات المتحدة في القمة نائب الرئيس مايك بنس.
الدليل المحتمل الثالث: بموازاة ذلك ذكرت صحيفة “ستارز أند سترايبس” الأمريكية أن حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” مع مجموعة من السفن الحربية تتوجه إلى البحر الأبيض المتوسط. ومن المقرر أن تبحر مجموعة السفن من قاعدة نورفولك البحرية في ولاية فرجينيا الأمريكية باتجاه المتوسط يوم الأربعاء. وتضم المجموعة عددا من المدمرات، بما فيها مدمرات حاملة للصواريخ.
وتشير وسائل الإعلام الأمريكية أيضا إلى أن مدمرة أمريكية ثانية ستدخل مياه البحر المتوسط خلال الأيام القريبة القادمة، بالإضافة إلى مدمرة “دونالد كوك” الموجودة بشرق المتوسط.
الدليل المحتمل الرابع: ذكر مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين أن البنتاغون قدم للرئيس ترامب العديد من الخيارات العسكرية التي قد يلجأ إليها لـ “معاقبة” سوريا عن الهجوم الكيميائي. ويشار إلى أن ترامب قد عقد اجتماعا مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية جوزف دانفورد في هذا الموضوع.
الدليل المحتمل الخامس: بالإضافة إلى ذلك، لا بد من الإشارة إلى تشديد لهجة الخطاب للرئيس ترامب الذي كان يتحدث عن احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا قبل أيام. وألمح ترامب بوضوح إلى أنه يعتبر الحكومة السورية أو “نظام بشار الأسد”، حسب البيانات الصادرة عن البيت الأبيض، مسؤولا عن الهجوم المزعوم، على الرغم من عدم إجراء أي تحقيق مستقل على الأرض. وقد بحث مع زعماء غربيين آخرين “ردا جماعيا ومنسقا” على سوريا.
ابن سلمان: السعودية قد تكون طرفا في تحرك عسكري بسوريا إذا اقتضت الظروف ذلك
إلى ذلك كان أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس الثلاثاء، أن المملكة لن تتأخر في المشاركة بالعمل العسكري مع حلفائها في سوريا إذا استدعى الأمر ذلك. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ختام محادثاتهم في باريس.
من جانبه، قال ماكرون إن باريس ستعلن في الأيام القريبة قرارها حول الرد على الهجوم الكيميائي السوري المحتمل. وذكر الرئيس الفرنسي أن بلاده ستواصل تبادل المعلومات التقنية والاستراتيجية مع شركاء فرنسا، وفي المقام الأول مع بريطانيا والولايات المتحدة.
كما أشار ماكرون إلى أن أي إجراءات عسكرية محتملة في سوريا من قبل فرنسا وحلفائها ستستهدف فقط قدرات الأسلحة الكيميائية لدى الجيش السوري ولن تمس حلفاء دمشق في أي حال من الأحوال.
البيت الأبيض: الولايات المتحدة لا تستبعد مشاركة عدة دول في الرد على سوريا
وكان أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لا تستبعد مشاركة عدة دول في الرد على سوريا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إنه من غير المستبعد أن تشارك عدة دول في التحرك ضد سوريا، ردا على مزاعم استخدام أسلحة كيميائية فيها.
وأضافت المتحدثة “نحن نجري محادثات مع عدة جهات، مع الرئيس الفرنسي ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وغيرهما، وليس فقط هذه الدول”.
وأشارت سارة ساندرز إلى أن إدارتها ما زالت تعمل مع شركائها لتحديد ماهية الخطوات التالية.
وأجرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس ، اتصالين هاتفيين مع الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمريكي دونالد ترامب بحثت معهما تطورات الوضع في سوريا.
وأشار مكتب رئيسة الوزراء في داونينغ ستريت في بيان، أن ماي وترامب وماكرون اتفقوا على ضرورة أن يرد العالم على التقارير عن الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية، لدعم الحظر الدولي المفروض على استخدام هذا النوع من الأسلحة.
الرئيس التركي: سنواجه كل من يسعى لتدمير سوريا
بالتوازي مع ذلك أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عزم بلاده على مواجهة القوى والتنظيمات الساعية لتدمير سوريا متعهدا بدعم إعادة إعمارها.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء، خلال لقائه مع منسقي وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة: “إن تركيا مصممة على المساهمة في إعادة بناء سوريا وتحقيق صعودها، ومواجهة القوى والتنظيمات الساعية لتدميرها”.
وأضاف الرئيس التركي: “ما نريده هو أن يعيش الشعب السوري في سلام على أرضه… نريد أن يقيم الناس مستقبلهم الجديد، وأن يتركوا وراءهم أيامهم السيئة، التي مروا بها خلال السنوات الـ7 الماضية”.
وتابع: “للأسف وجدنا بجانبنا أصدقاء قليلين في الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب، حتى أننا رأينا وقوف قسم مهم من الدول التي تتحدث عن الديمقراطية والحرية إلى جانب الإرهاب لأن مصالحها تقتضي ذلك”.
المصدر: إنترفاكس + روسيا اليوم + وكالات
Post Views:
0