الاصلاحية | قيد التحرير |
مرة أخرى عاد الشك ليساور المتابعين لعمل الحكومة وآليات اتخاذ القرارات فيها، ولعل توجه وزارة الاتصالات نحو إلغاء بوابات الانترنيت المفتوحة _ راجع الخبر: “الاتصالات: زيادة سرعة النت إشاعة.. لكن إلغاء البوبات المفتوحة حقيقة!!“ _ خير دليل على انعدام التنسيق بين الوزارات عند اتخاذ القرارات، طبعاً في حال اعتبرنا أن الفريق الوزاري لم يجمع على هدف واحد ألا وهو جباية أكير قدر من الأموال لصالح الخزينة مهما يكن الثمن!، وأن العملية ليست سوى حلقة من سلسلة البحث عن مطارح ضريبية جديدة كانت تعهدتها وزارة المالية منذ تشكلت الحكومة الحالية!.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل راعت وزارة الاتصالات الضرر الذي يمكن أن يحدثه هذا الاجراء فيما لو تم إقراره على العملية التربوية والتعليمية؟!، هل نسقت وتنسق مع وزارتي التربية والتعليم العالي على أقل تقدير؟!. لا نعتقد.
فبينما تتوجه وزارة التربية على سبيل المثال من خلال مناهجها المطورة نحو دفع الطلاب والتلاميذ للاعتماد على الكتاب الالكتروني، والمراجع الالكترونية، وطرح المنصات التعليمية التي تحتاج إلى انترنيت سريع ورخيص، تحاول وزارة الاتصالات جباية موارد إضافية من قطاع الاتصالات “الانترنيت”، ولو كان ذلك على حساب العلم والمعرفة. ينقل عن أحد المسؤولين عن المناهج المطور تبريره حول ما إذا كانت استعجلت وزارة التربية في طرح منهاجها الجيد لجهة عدم قدرة الأسر السورية على تأمين “تاب” لأبنائهم، بأن رب الأسرة سيقطع من طعامه ليعلم ابنه، وإذا افترضنا أن شراء “تاب” لمرة واحدة ممكن أن يكون على حساب الطعام لشهر واحد، كيف سيكون الحال مع فاتورة انترنيت دائمة!!، ستموت العائلة من الجوع.. ذلك لأجل العلم!!.
كذلك بالنسبة لطلاب الجامعات التي يعتمد مجال دراستها العلمي على المرجعيات والأبحاث التي يكون موردها شبكة الانترنت عن الأعباء المالية التي سترهق هؤلاء الطلاب وخصوصاً أن هناك دكاترة جامعة تكلف طلابها بوظائف وحلقات بحث من الانترنت.
مبدئياً يرجح مطلعون في هذا المجال أن العائلة السورية ستواجه فواتير شهرية كارثية في حال طبق قرار الانترنت !! بين 7 آلاف و10 آلاف شهرياً، وهي تعادل ثلث متوسط الدخل الشهري للمواطن السوري!!.
وكانت نقلت وسائل إعلامية عن خبراء في مجال الاتصالات تأكيدهم أن رسوم الانترنت الشهرية في سورية هي الأغلى على مستوى الوطن العربي لوتمت مقارنتها بمستوى دخل العائلة السورية الشهري، فصحيح أن هناك دول مجاورة قيمة الاشتراكات الشهرية أغلى من سورية ولكن لاتساوي الا الشيء البسيط من معدل ومستوى دخل الفرد في العائلة.
ويبدي كثيرون استغرابهم أن تعتبر خدمة الانترنت وسيلة رفاهية وربح تجارية في الوقت الذي تصنف عالمياً في المجال الخدمي للأمور الادارية والتعليمية المهمة والمفيدة الى الارتقاء الحضاري على المستوى العالمي!.
الاصلاحية | صار وقتا..
Post Views:
0