الاصلاحية | فاصل سياسي |
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تدعم الرئيس السوري، بشار الأسد، لا لأنه يعجبها بل لدفاعه عن سوريا والمنطقة برمتها من الإرهاب.
وكالات || وقال لافروف، في مقابلة مع “القناة الـ4” البريطانية نشر نصها اليوم الجمعة: “روسيا لا تتعاطف مع أحد، ولا يستخدم في الدبلوماسية والسياسة مبدأ يعجب أو لا يعجب، هذا المصطلح يتناسب فقط في العلاقات بين الأشخاص”.
وأضاف لافروف: “الرئيس الأسد يدافع عن سيادة بلاده وأراضيها وبعبارات أوسع كل المنطقة من الإرهاب، الذي كان في سبتمبر عام 2015 على بعد أسبوعين من السيطرة على دمشق”.
لافروف: بقاء الأسد في السلطة يعود إلى الشعب السوري فقط
وشدد لافروف على أن مسألة بقاء الأسد في السلطة “من الضروري أن يحلها الشعب السوري”، لافتا إلى أن “هذا الموقف، الذي لقي رفضا خلال فترة معينة بعد بدء الأزمة السورية، يشاركه حاليا عدد متزايد من الدول”.
وأوضح أن “هذا الموقف لا يعود إلى روسيا وإنما إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومفاده أن مستقبل سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري بنفسه”.
وتابع : “المنصوص عليه صياغة دستور جديد ويجب أن تجري على أساسه انتخابات تحت إشراف مراقبين مستقلين من الأمم المتحدة، ومن الضروري أن يشارك في التصويت جميع السوريين أينما كانوا”.
لافروف: لن نسحب قواتنا من سوريا حتى نهاية 2018 لكننا نقلص وجودنا العسكري تدريجيا
وعلى صعيد متصل، أكد لافروف أن روسيا لن تسحب قواتها العاملة في سوريا حتى نهاية العام 2018، حيث قال، ردا على سؤال مناسب: “لا”.
وتابع موضحا: “لا نحدد موعدا مصطنعا لذلك، لكننا نقلص وجودنا في سوريا بشكل تدريجي، ونفذ التقليص الأخير منذ عدة أيام فقط، حيث أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن عودة أكثر من ألف عسكري إلى وطنهم، بالإضافة إلى سحب جزء من الطائرات والمعدات العسكرية الأخرى”.
وشدد لافروف على أن سير عملية انسحاب القوات الروسية من سوريا “يتوقف على مجريات الأحداث على الأرض”.
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن روسيا لا تتوفر لديها قواعد عسكرية متكاملة في سوريا، وبحوزتها هناك فقط “موقعان يحتضنان سفنا وطائرات روسية، وبقاؤهما هناك يمكن أن يفيد لفترة ما”.
وفي تطرقه إلى جذور الأزمة التي تعصف بسوريا منذ 7 سنوات، أكد لافروف أن السبب الأساسي يكمن في تدخل بعض الدول الأجنبية في الأوضاع السورية بغرض إعادة رسم خارطة المنطقة.
وقال وزير الخارجية الروسي موضحا: “هذه الحرب بدأت من أخطاء تم ارتكابها من قبل جميع الأطراف، وأنا مقتنع بأن هذه الاضطرابات كان من الممكن تسويتها عن طريق سياسي في المرحلة المبدئية”، لكن ما نشهده حاليا هو نتيجة لمحاولات بعض القوى الخارجية الاستفادة من هذا الوضع لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر الدخول إلى سوريا دون أي دعوة واتباع سياستها الخاصة في هذه البلاد”.
وشدد لافروف في الوقت ذاته على أن السلطات السورية وافقت على المشاركة في عملية أستانا، التي تراقبها روسيا وإيران وتركيا، وتجري حاليا لقاءات دورية مع ممثلي المعارضة في إطار هذه المنصة لخلق ظروف ملائمة لتطبيق القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأكد لافروف أن المغامرات التي يقدم عليها الغرب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعود بالمنفعة على الإرهابيين.
وأردف مبينا: “بعد التدخل في العراق ولد داعش، فيما أسفرت الأوضاع التي تشكلت في سوريا عن ظهور وحش جديد يتمثل بجبهة النصرة، الذي يغير أسماءه دوريا لكنه ليس إلا تنظيما إرهابيا جديدا. وبالتالي كل ما يأتي به الغرب الحضاري إلى الشرق الأوسط يفيد الإرهابيين”.
وأضاف: “إننا لم نرغب في تكرار الأحداث المأساوية التي حصلت على مدار عدة عقود ماضية بسبب مغامرات الغرب”.
Post Views:
0