الاصلاحية | خاص |
محمود ديبو | لم يستطع الطفل إبراهيم مقدح أن يخفي مشاعر حزنه بعد أن خرج صفر اليدين من حفل تكريم المشاركين في معرض الإبداع والاختراع الاستثنائي الذي أقيم هذا العام بالتزامن مع فعاليات معرض دمشق الدولي.. فانهمرت دموعه على خديه، وما كان من الدكتور عبد الله الغربي إلا أن أحاطه بذراعيه حانياً ليطيب خاطره.
ولا يختلف حال باقي الأطفال المشاركين عن حال إبراهيم، خواطر مكسورة، ووجوه بريئة ارتسمت على محياها ملامح الخيبة وفي أذهانهم عشرات الأسئلة التي تبحث عن إجابات.. هم بضعة مبدعين صغار قدموا إمكاناتهم في معرض ضم إلى جانبهم حوالي 700 مشارك، أعمارهم تتراوح ما بين 20-70 عاماً، في مختلف مجالات التصميم والإنتاج والإنشاءات والتكنولوجيا والكهرباء والهندسة الميكانيكية والبيئة والكيمياء والصناعات الطبية وإعادة الإعمار…
وبعد أن لمس حالة الأسى والانكسار لدى الأطفال المخترعين المشاركين في المعرض، قام الوزير الغربي بتوزيع مبلغ مادي (رمزي) لكل طفل في محاولة منه للتخفيف عن هؤلاء الطامحين الذين جاؤوا إلى المعرض حاملين مخترعاتهم وأعمالهم التي قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى إلا أنها تعطي رسالة واضحة عن توفر طاقة كامنة لدى هؤلاء تنبئ عن حالة إبداعية خلاقة لدى كل طفل، ولا تحتاج سوى للرعاية والاحتضان والتشجيع والتحفيز لتنمو وتكبر وتتطور..
وضاح سواس عضو قيادة منظمة طلائع البعث ورئيس مكتب التقانة والإعلام قال شعرنا بخيبة أمل الأطفال، وتمنينا لو أن لجان التحكيم أخذت بعين الاعتبار معايير تتناسب مع أعمال الأطفال خلال تقييمها لهم، ليس من باب شيء إلا لتشجيعهم وتحفيزهم ودفعهم نحو الأمام، خاصة وأنهم جاؤوا بهمة متحدين الكثير من الظروف تحدوهم رغبة في أن تلقى أعمالهم واختراعاتهم الصغيرة اهتماماً كبيراً وتشجيعاً من شأنه شحذ معنوياتهم ودفعهم قدماً نحو المزيد من الابتكارات والابداعات، ورفع مستوى الحماس لديهم..
السيدة والدة الطفل إبراهيم مقدح قالت: لقد بكى ابني حرقة على تعبه بعد أن أعلنت النتائج وخاب أمله بالحصول على تقدير أو جائزة أو تكريم يلامس قدراته وطاقاته، ويدفعه نحو خطوات جدية في هذا المجال الرحب والواسع، ولكم تمنينا أن لا يهضم حق الأطفال في مثل هكذا مناسبات، تبدو هي الأهم لتقديم حوافز إضافية للأطفال الذين يملكون طاقات ومهارات ورغبة في تطوير قدراتهم وتنميتها والتي تحتاج إلى دعم وتوجيه ورعاية..
بدورها السيدة أم المشاركين مجد ومحمد رشيد القواص قالت رأيها في ذلك أيضاً معتبرة أن مثل هكذا نشاطات يشارك فيها الأطفال يجب ألا يتم تقييم الأطفال بنفس المعايير التي يقيم فيها الكبار، ولا بد من مراعاة ناحية العمر والإمكانات والمرتبة العلمية للمشاركين، لا أن يجمل الأطفال مع المهندسين وأصحاب الاختصاص وطلاب الجامعات والأساتذة الذين قدموا مخترعات مهمة في المعرض..
وأضافت إن التشجيع والتحفيز له دور كبير وتأثير إيجابي على معنويات الأطفال المشاركين، الذين يحتاجون للاحتضان والرعاية أكثر من غيرهم ليتمكنوا من إكمال المشوار والوصول إلى مراحل متقدمة في المجالات التي يهتمون بها، خاصة وأنهم بدؤوا يخطون الخطوات الأولى فيها..
المهندس وسام والد الطفل كنان قطيني قال للأسف هناك ظروف حالت دون مشاركة ابني في المعرض رغم أن اسمه كان مدرجاً مع قائمة الأطفال المشاركين، وأن عمله كان جاهزاً (فقاسة بيض) وقام ولدي بتجريبه واختباره قبل أيام من موعد المعرض.
وَحَمَّلَ والد الطفل كنان نفسه مسؤولية عدم المشاركة في المعرض، مبرراً ذلك بعدم تمكنه من تأمين سيارة خاصة تضمن له ولولده انتقالاً مريحاً من وإلى المعرض بشكل يومي، قائلاً إنه من المتعب فعلاً أن لا يكون معك وسيلة نقل تضمن عدم اضطرارك لانتظار الباصات المخصصة لنقل المواطنين، إلى جانب أن هناك مسألة كانت عاملاً مساعداً في التأخر عن المشاركة وهي أنني لم ألمس حماساً لدى بعض القائمين على فرع الطلائع بالسويداء لاستلام نموذج العمل وإرساله إلى قيادة المنظمة في دمشق لضمه إلى باقي الأعمال..
يأتي هذا كله في وقت كان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قال خلال افتتاحه للمعرض إن الحكومة حريصة على تقديم مختلف أشكال الدعم للمبدعين والمخترعين وتوفير مستلزمات إنتاجها وإبداعاتهم لمواكبة التطور..
صار وقتا..
Post Views:
0