الاصلاحية | متابعات |
تحت عنوان: “حزب البعث العربي الإسلامي”:
كتب نبيل صالح | هذا ماتنبأت به على صفحات جريدة “تشرين” و”السفير” بعد سقوط بغداد، وهذا ماحصل في العراق أولاً ويبدو أنه بدأ يتكون عندنا بعد فشله هناك، حيث ابتلع داعش بعثيي عزة الدوري، ذلك أن الآيديولوجيات الماضوية السلفية قد تقترب من بعضها مصلحيا وآنيا ثم تستيقظ حزازاتها التاريخية بعدما تنتفي المصلحة..
وقد لاحظنا وسمعنا مؤخرا استياء البعثيين العلمانيين من مظاهر تحالف المؤسسة الحزبية مع المؤسسة الدينية، بحيث بتنا نرى شيخا يحاضر بالرفاق في مقر فرع الحزب بطرطوس بدلا من أن يخطب بهم في الجامع، وبتنا نسمع مصطلحات من نوع الرفيقة الداعية التي تطلق على قادة القبيسيات وهن يحاضرن بالرفاق الكبار.
وحتى لاندخل في تفاصيل تعرفون أغلبها وتعايشون فصولها، نقول إن هذا التحالف محكوم بالفشل، وهو تحالف قيادات لاقواعد، حيث أن قاعدة الإسلاميين تحمل ثقافة مختلفة عن قواعد البعثيين، واجتماعهما نوع من البراغماتية السياسية الآنية فرضها فراغ مابعد الحرب، غير أن النجاح بعد الحروب يكون في التقدم إلى أمام وليس النكوص إلى الماضي، ومثال أوروبا واليابان واضح..
وعلى أي حال فإن أعداد الرافضين لأسلمة الحزب كبيرة وقد تبيناها بعد معركة قانون الأوقاف، حيث باتت القيادة على بينة بأن غالبية السوريين يحترمون الإسلام كدين ويرفضون الأسلمة السياسية بعدما اكتووا بنيران متشدديها.
ونأمل من قيادات الحزب أن لاتذهب بعيدا في ما تقدم حتى لاتفقد جمهورها الحقيقي وتاريخها العلماني حيث يتبخر الحزب لتحل محله الجماعة الأكثر تنظيما وتماسكا والأكثر مالاً، وقد ينتهي الأمر بالبعث الإسلامي أن يكون وجها آخر للإخونجي ..
أنقذوا البعث من الأسلمة وأعيدوا هيكلته على أسس معاصرة وأعيدوا الإعتبار لأحزاب الجبهة العلمانية كشركاء في الوطن وليس كتابعين، لأن المساواة في الحقوق هي الجملة الأولى التي ينادي بها الدستور وهي سر قوة الأمم المبنية على العدالة.
عن صفحة عضو مجلس الشعب السوري نبيل صالح
Post Views:
0