الاصلاحية | خاص |
ارتفعت نسبة المهجرين خلال سنوات الحرب السبع، و ازدادت الضغوط النفسية والاقتصادية مما أدى إلى تنامي ظاهرة التسول بدرجة عالية، كنتيجة لظروف المعيشية خلال هذه السنوات.
ثريا محمد | وبلغت نسبة الأطفال المتسولين بسبب الازمة 40% من إجمالي حالات التسول، يعملون تحت إمرة عدد من العصابات الشبابية التي تتراوح أعمار أعضائها بين 18 و 25، حيث يستدرج الأطفال بمبلغ مادي أو باحتوائهم في مسكن بدلاً من الأرصفة والحدائق، ومن ثم تجبر هذه الفئة العمرية بالعمل لصالح العصابة المسؤولة.
في عام 2014 أطلقت حملة سيار بسبب موقف حدث مع أحد المتطوعين في شوارع دمشق، حيث صادف متطوع طفلة قامت بالتحرش به وعرضت جسدها مقابل مبلغ زهيد قدره 200 ليرة، ومن تلك اللحظة بدأ مشروع سيار بمتابعة وتبنى هذه الفئة، ليستقطب جميع المتسولين في الشوارع العامة.
أطلق مشروع “سيار” يوما عالميا للأطفال في 1/7 من كل عام تحت مسمى “أبناء الشمس ” يعود هذا المسمى نسبة لبشرة المتسولين السمراء، وبدأ بعدة حملات.
في عام 2017 نفذت حملة السلام، و أطلق المتطوعون بمرافقة المتسولين الحمام في السماء.
وفي عام 2018 أطلقت حملة أنت أقوى لتوعية الأطفال من مخاطر الشعلة، وحثهم على الابتعاد عنها، نتيجة لضج الحدائق بهذه الظاهرة.
وكانت بدأت ظاهرة شم الشعلة من منطقة أبو رمانة وانتشرت في الحدائق العامة بإشراف شاب في الثامنة عشرة من عمره، وبدأ باستدراج الأطفال من خلال إيهامهم بتلبية متطلباتهم المفقودة من جوع وبرد وغيرها عن طريق شم تلك المادة.
تقول “كنانة الدبس” المسؤولة في “سيار” إن الشخص الذي يوزع هذه المادة ويستدرج الأطفال هو شخص ليس مجهولا، ولكن لا نستطيع التعرض له أو إيقافه مع العلم أنه سجن لفترة معينة و أطلق سراحه بسبب عدم وجود تهمة واضحة،و لا يستطيع المتسولون التعرض له أو تقديم شكوى ضده بسبب استمتاعهم بشم مادة الشعلة.
شم الشعلة يأتي بشكل تدريجي، حيث يتم استدراج الأطفال عبر إقناعهم بأن الشعلة تعطي دفئا لهم في البرد أو تنسيهم الحزن والألم و الجوع، أو يستطيعون رؤية والدتهم المتوفية،و ربما يقنعونهم بنسيان العنف الجسدي الذي يتعرضون له،في حالة وهمية للهروب من الواقع، وتعرف أنها حالة مؤقتة تستمر لدقائق معدودة، وقد سارت على هذا الطريق طفلة في عمر الرابعة عشر تسكن مع والدتها وزوج والدتها، حيث تم إقناع هذه الفتاة بشم الشعلة وإغرائها بها عن طريق نسيان ما تعرضت له من تحرش جنسي من قبل زوج والدتها، وبعد فترة من ممارسة استنشاق الشعلة، استطاعت تكوين مجموعتها الخاصة والتعرض للأطفال جنسياً وتعنيفهم للدخول في الإدمان.
والشعلة مادة تترسخ في الدماغ عند استنشاقها تؤدي إلى إتلاف الخلايا، و تؤدي أحياناً لفقدان الوعي في حال تم استنشاق جرعات زائدة، و تسبب الإدمان ولا يستطيع الطفل تركها لأنه ما زال يعاني من الأحداث التي دفعته لشمها، الذي أدى لانتشارها هو رخص ثمنها وكثرة تواجدها، وعدم منعها أو ادراجها تحت المواد المخدرة.
يعمل مشروع سيار على توعية الأطفال من خطر ظواهر أخرى مثل التحرش والعنف وعدم تأقلمهم مع ذاتهم من خلال مسرحيات تفاعلية حيث يتم طرح القضية واخذ الحلول من الأطفال ذاتهم. ويطمح أصحاب المشروع تسليط الضوء على هذه الفئة العمرية والعناية بها في مراكز تأهيل والأشراف على حالتهم النفسية ورعايتهم الدائمة من خلال تكاتف الجهات المعنية.
Post Views:
0