الاصلاحية | خاص |
تمنى المهندس عماد خميس رئيس الحكومة على أعضاء مجلس الشعب تزويده بملفات الفساد التي بحوزتهم ووعدهم بالمعالجة السريعة!!.
ذلك التمني جاء خلال حضور الحكومة لجلسة مجلس الشعب الافتتاحية للعام 2019 الحالي، وبدا لافتاً بقدر ما هو محرج، حيث أن أعضاء مجلس الشعب يصعب عليهم إنجاز ملف متكامل عن أي حالة فساد، والسبب أن أكبر جهازين رقابيين (الجهاز المركزي للرقابة المالية _ والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش) يتبعان للسلطة التنفيذية (الحكومة) وتقاريرهما منها وإليها، ولا سلطة للسلطة التشريعية (مجلس الشعب) عليهما، وبالتالي يبقى الحديث عن الفساد وملفاته من قبل أعضاء مجلس الشعب مجرد تنظير، يعتمد على الاخباريات والأقاول وبعض المواد الإعلامية التي تحمل إشارات إلى حالات ارتكاب هنا وفساد هناك، ومن المستبعد جداً أن يذهب أعضاء مجلس الشعب من تلقاء نفسهم باتجاه التقصي عن تلك الحالات، مع عدم امتلاكهم للأدوات وغياب الصحافة الاستقصائية!.
وكانت تباينت ردود الفعل على الجلسة، وأثارت كلمة رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفها النائب نبيل صالح بـ “التوجيهية” وقال إن “الصباغ” شن فيها هجوما على كتاب الفيسبوك و”مشتقاته من وسائل التواصل الإجتماعي”، ورأى أن كلمته التوجيهية كان يمكن إلقاءها في اجتماع حزبي من لون واحد، ولكن ليس تحت قبة برلمان يحتوي على تيارات فكرية وسياسية متنوعة، ونواب يكفل لهم الدستور حرية الرأي الآخر”.
واعتبرت النائب أشواق عباس أن هناك إجماعاً شعبياً سلبياً على الحكومة الحالية لم يحدث بتاريخ الحكومات السابقة، موضحة أن الناس يرون أن الحكومة لا تقوم بما يجب عليها القيام به، وقالت: “صحيح أن هناك حصاراً لكن ماذا فعلنا حتى نخفف هذا الحصار؟، أعتقد أنه يجب على الحكومة أن تجيب على هذا السؤال، مؤكدة أن رئيس مجلس الوزراء كان يجب أن يطرح ما تحدث به تحت القبة للشعب عبر إطلالات إعلامية لأنه كان سيريحه كثيراً كما أراح النواب
فيما قال النائب عمار الأسد: إن دول العدوان التي لم تتقبل هزيمتها بدأت بنسج خيوط مؤامرة اقتصادية تمثلت في حجز الناقلات وأحياناً، والتهديد بقصفها وإغراقها إن كان في السويس أم في قبرص، لافتاً إلى تعالي بعض الأصوات من المتاجرين بمعاناة هذا الشعب العظيم لحصد الإعجابات والمجد الوهمي عبر الفيسبوك، موضحاً أن البعض فهم الحرية غلطاً وآخرون فهم الغلط حرية.
أيدته إلى حد ما زميلته جورجينا رزق وقالت: “إننا مع دعم الحكومة وكل مؤسسات الدولة لأنها صمدت وكان لها دور في صمود الوطن من خلال عملها الدؤوب عبر تقديمها الخدمات للوطن والمواطن، معتبرة أن ما ينشر عبر الوسائل الإعلامية ليس ببريء لأن هناك الكثير من المواقع هي جزء من الحرب على سورية يدسون فيها السم بالعسل لإحداث حالة من التذمر لدى المواطنين، إلا أنهم نسوا أن هذا الشعب صمد ثماني سنوات عجاف وقدم الغالي وأنه مؤمن بالنصر.
وسجلت الجلسة التي استمرت نحو 7 ساعات 89 مداخلة لنواب المجلس، وانتهت بوعد من رئيس مجلس الوزراء بأن جميع القضايا التي طرحها أعضاء المجلس في مداخلاتهم محل اهتمام الحكومة وستتم متابعتها ومعالجتها وفق الإمكانيات والموارد المتاحة.
Post Views:
0