الاصلاحية | ثقافة |
في السنوات الأخيرة ما قبل الأزمة حاول الشباب الكتابة من خلال ورشات الكتابة المسرحية، منها “مواطنون فنانون”، وأنتجت هذه الورشات بعض النصوص منها نص “عندما تبكي فرح” لمضر الحجي الذي وصف شكل الثورة الحقيقية، الثورة على الذات قبل المجتمع.
ثريا محمد | استمر هذا العمل الثقافي المستقل، وتطور، وانبثق منه “مواطنون فنانون” التي اتسع معها هامش المنح المسرحية، وورشات الكتابة، لكن ما حصل هو ارتباك الفنانين الشباب لهول ما حدث من جهة، وانكفاء المؤسسات الحكومية بعد 2011 عن دعم المسرح المستقل من جهة أخرى، حيث أُجهضت العلاقة البناءة بين المسرح المستقل ممثلاً بصناديق الدعم والمسرح الحكومي ممثلا بمديرية المسارح والموسيقى، هذه العلاقة التي جاهدنا إلى بنائها وشد أواصرها منذ عام 2006.
وخلال هذه السنوات تم ملاحظة العديد من المسرحيات التي عرضت في مراكز ثقافية بلا أي هدف أو معنى وحاولت اسقاط تاريخ المسرح السوري, منها بعض المسرحيات التي تتبناها الشبيبة ,و “المتمسرحين” الصاعدين بلا أي هدف.
عماد جلول مدير مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة أكد لـ “الاصلاحية” بأن المسرحيات التي تعرض في المراكز الثقافية غير تابعة لمديريته, وأضاف: “هناك نشاطات تعرض في مسارح معروفة تتم متابعتها من قبل لجنة مختصة وذلك بالاطلاع على النصوص وتقيم مستوى الأداء, والمسرحيات التي يتم عرضها في المراكز الثقافية مسؤولة من قبل اتحاد شبيبة الثورة.
فيما قال المخرج المسرحي عدنان كرم من اتحاد شبيبة الثورة: “في البدايات كان هناك منظمات ومهرجانات وهذه المنظمات تبنت مسرح الشباب المعروف بالشبيبة حالياً, وينوه بأنه أول من تبنى المواهب الشبابية , وقدم العديد من العروض الناجحة.
واشار كرم إلى أنه في الماضي كان هناك لجنة مختصة تقوم بالاطلاع على النصوص والإشراف على العروض وأيضاً كان هناك مسابقات ومنافسات قطرية , ولكن اليوم ليس لدينا لجان مشرفة على الأعمال , داعياً إلى تكاتف نقابة الفنانين أو المعهد العالي للفنون المسرحية مع اتحاد شبيبة الثورة ومساعدتها بإرسال لجنة للقراءة ولجنة للمشاهدة , للارتقاء بهذه المواهب.
واعتبر كرم أن الحرب تركت أثراً كبير على المسرح , ما يستوجب مساعدة الأجيال ليرتقي الفكر بين أبناء المجتع, لافتاً إلى انعدام التعاون بين المسرحيين القديرين والمواهب الصغيرة ,وأيضا نقص المسارح , وبالتالي نحصد هذا الخلل الصارخ في المسرح وغالباً فوضى عارمة بسبب عدم نقل هذه الخبرات المتراكمة والأدوات لجيل الشباب والصغار.
تاريخيا:
بدأ المسرح السوري في عام 1871 على يد رائد المسرح السوري والعربي أحمد أبو خليل القباني , ويعتبر القباني أول من أسس المسرح العربي في دمشق قدم العديد من العروض مثل , ناكر الجميل , أنس الجليس , هارون الرشيد , عايده , الشاه محمود وغيرها الكثير حيث كان القرن التاسع عشر مفعم بالمواهب, ومكتظ بالعروض المسرحية.
وفي بداية القرن العشرين انتشرت الفرق المسرحية مثل فرقة نادي الاتحاد , جورج دخول , عبد اللطيف فتحي , أنور مرابط , ناديا المسرحية وغيرها الكثير كانت تعرض في مسرح القوتلى والكاريون بدمشق.
وفي القرن الواحد والعشرين صعدت عدة شخصيات على المسرح السوري وتكلل منها بالنجاح , واشتهرت عدة شخصيات مسرحية في وقتنا الحالي وخصوصاُ في سنوات الحرب، ومنها من توصل لجائزة الاوسكار مثل مسرحية «ستاتيكو» باكثر من جائزة وهي من انتاج مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية . هذه المسرحية من تأليف شادي دويعر وإخراج جمال شقير وبطولة سامر عمران ونوار يوسف وسيمون مريش ومحمد حمادة وحازت «ستاتيكو» على افضل نص مسرحي بالشراكة مع نص مسرحية «بهيجة» من الجزائر وجائزة افضل اداء نسائي لنوار يوسف بالشراكة مع المغربية امال بن حدو من مسرحية «صولو» المغربية وجائزة افضل اداء رجالي لسامر عمران بالشراكة مع الممثل المغربي سعيد الهراسي من مسرحية صولو.
Post Views:
0