الاصلاحية | متابعات |
من المفترض أن يكون خرج وزير المالية الدكتور مامون حمدان أمس من مبنى الاتحاد العام لنقابات العمال بكثير من الأفكار التي طرحها مجموعة من الباحثين والاكادميين الشماركين في ورشة العمل التي نظمها المرصد العمالي للدراسات والبحوث في الاتحاد.
الورشة التي حملت عنواناً بالغ الأهمية “السياسات المالية في سورية.. الواقع والخيارات الممكنة” شهدت تقديم العديد من أوراق العمل ناقشت عدة محاور بدأت بتحليل الحالة الراهنة للمالية العامة، وانتقلت إلى واقع التشريع الضريبي في سورية والبدائل المحتملة، وتطرقت إلى إعادة توزيع الدخل في ضوء السياسة المالية الحالية، ثم تحليل الموازنة العامة للدولة في ضوء السياسات المالية الحالية، وحوكمة الإدارة المالية، وناقشت السياسة المالية في سورية والبيئة الاستثمارية، وأثر السياسة المالية على القطاع الصناعي وأثرها على قطاع التجارة.
وزير المالية الذي حضرها إلى آخرها كان وعد الباحثين والحاضرين بأن تصب طروحاتهم على طاولة رئاسة مجلس الوزراء تيمناً بمبدأ التشاركية بين الحكومة وأساتذة الجامعات والفعاليات الاقتصادية والمنظمات في صنع القرار الاقتصادي والمالي لمواجهة تحديات المرحلة.
في افتتاح الورشة لم تمنع بروتوكولات الضيافة رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري صاحب الضيافة من ذكر الحقائق والابتعاد عن المجاملات، فالرجل اختار الانحياز لمصالح الطبقة العاملة انطلاقاً من ترؤسه لمنظمة وجدت لحماية وتحقيق مطالب هذه الطبقة التي تمثل السواد الأعظم من السوريين، مستشهداً برد السيد الرئيس بشار الأسد عندما سُئل في لقائه مع قيادات المنظمات الشعبية متى تنتهي هذه الحرب، فأجاب سيادته حينها: “تنتهي هذه الحرب على سورية بجميع أنواعها عندما يشعر كل مواطن سوري بأن عبء مواجهة هذه الحرب لا يقع على مسؤوليته وحده”.
القادري قال إن الواقع المالي وباعتراف القائمين عليه فيه الكثير من جوانب القصور، ويحتاج إلى إعادة نظر وإعادة قراءة لتكون القوانين المالية شفافة وواضحة وعادلة، داعياً إلى إيجاد نظام ضريبي عادل وشفاف، للوصول إلى فهم جديد لمفهوم الضريبة، والخروج من إطار “الجبائية” إلى مفهوم الضريبة التنموية أي الضريبة التي تحقق عائداً.
وزير المالية كان استعرض الجهود الحكومية في ظل موارد محدودة لتأمين حاجات غير محدود على حد تعبيره، لافتاً إلى إنجاز قانون جديد للضرائب، وهو على طاولة وزارة المالية، على أن يطرح للنقاش ضمن ورشات عمل في قادم الأيام.
Post Views:
0
