الاصلاحية | خاص
وسط رفض شعبي واضح لافتتاح المدارس بداية شهر أيلول القادم (وهو رفض له ما يبرره) تبدو وزارة التربية عازمة على الافتتاح، ولها مبرراتها أيضاً!!.
والحقيقة ان وزارة التربية وحدها ليست مخولة في اصدار قرار تأجيل المدارس وهي ملتزمة بقرارات (فريق حكومي معني بالتصدي لجائحة كورونا).
في المقابل تشير بيانات وزارة الصحة الى ان الاصابات بفيروس كورونا لا زالت تسجل منحى تصاعدياً وكذلك في عدد الوفيات، بمعنى ان المزيد من الاختلاط سيؤدي الى قفزة جديدة بعدد الاصابات وبطبيعة الحال الوفيات.
وزارة التربية طالما انها لم تتلق توجيها من الحكومة بالتأجيل، سيكون كل ما عليها هو اتخاذ اقصى درجات الوقاية لكي لا تتحول مدارسها الى بؤرة تفشي جديدة (وهنا نتحدث عن ملايين الطلاب ومئات الالاف من المعلمين)، اي تقريبا المجتمع السوري كله!.
ووزارة التربية هي اكثر من يعلم ان البروتوكول الصحي الذي وضعته اليوم غير قابل للتطبيق بالشكل الامثل، وهي من خلاله تحاول ان تقدم ما عليها -اضعف الايمان- (ورقياً) كي لا تبدو -حسب اعتقادي- عاجزة أمام الفريق الحكومي عن تأدية واجباتها تجاه العملية التدريسية!.
حقيقة لا اعلم ان كان لدى وزارة التربية سيناريوهات بديلة عن الافتتاح بالوقت المحدد، أو سيناريوهات في حال اضطرت لايقاف العام الدراسي مجددا بعد شهر من افتتاحها مثلاً، ذلك في حال -لا سمح الله- حدث انفجار باعداد الاصابات في اوساط المعلمين والطلاب!، لكن منطقياً ايقاف المدارس بعد افتتاحها بشهر او شهرين او حتى اسبوعين سيكون له انعكاسات سلبية على العملية التدرسية، وستكون اسوأ بكثير من تلك السلبيات التي قد تنجم عن تأجيل المدارس لشهر مثلاً!.
لكن هل انعدمت الحلول؟؟.. طبعاً لا، وهل يمكن مسك العصى من المنتصف، بين اعتراض الأهل وعزم الوزارة على الافتتاح؟.. نعم..
كرأي متواضع: يمكن مثلاً أن تبدأ الوزارة بافتتاح المدارس بشكل تدريجي، مثلاً: يمكن البدء بالمدارس الثانوية، فطلاب الثانوي اكثر وعياً وبالتالي سيكون اختبار فاعلية البروتوكول الصحي ومدى إمكانية تطبيقه والالتزام به واكتشاف ثغراته وتلافيها، أقل خطورة من تطبيقه على جميع الفئات، وبعد اسبوعين يمكن افتتاح مدارس الحلقة من (السابع الى التاسع).. واذا ما تبين محدودية الاصابات تتابع الوزارة افتتاح مدارس الحلقتين الثانية (من الرابع إلى السادس) تلهيا بأسبوع الحلقة الاولى (من الأول إلى الثالث).
بالعودة إلى البروتوكول الصحي الذي وضعته الوزارة للعودة للمدارس وأعلنت عنه اليوم أي قبيل نحو 10 أيام من الموعد المقرر لافتتاح المدارس، وبالاشارة إلى ما تضمنه حول تأمين مشرف صحي في كل مدرسة يتم فرزه من المساعدات الصحيات العاملات في دوائر الصحة المدرسية ومستوصفاتها، يقول البروتوكول: “في حال النقص يمكن الاستعانة بالإداريين العاملين في الصحة المدرسية، وذلك بعد إخضاعهم لدورة رعاية صحية أولية وتثقيف صحي، بإشراف مديرية الصحة المدرسية في الإدارة المركزية”، وعليه يتبين فقط من خلال هذه الجزئية من البروتوكول أن الوزارة ستصطدم بمطب عدم كفاية المشرفين الصحيين، ومسألة تأهيل مشرفين منطقياً تحتاج للوقت، وبالتالي الافتتاح التدريجي للمدارس سيمنح الوزارة الوقت الاضافي في توفير متطلبات تطبيق بروتوكولها الصحي.
لانو صار وقتا..
Facebook Comments