أوضحت الباحثة والأستاذة بكلية الاقتصاد الدكتورة رشا سيروب أن هوية الاقتصاد في سورية كانت اشتراكية حتى عام 2012 أما بعد فلم يعد محدد ما هو الاقتصاد إن كان رأسمالي أو اشتراكي.
وأشارت إلى أن هوية الاقتصاد في سورية ضائعة فمثلا إذا قارنا الإيرادات الضريبية نسبة للناتج المحلي الإجمالي نجدها أقل من معدلات الدول المتقدمة ودول الجوار وهذا أحد سمات الاقتصاد الاشتراكي لكن نجد أيضا أن الإنفاق منخفض وهذا أحد سمات الاقتصاد الرأسمالي.
وأوضحت سيروب أن هناك نخبة من بعض الأفراد يسيطرون على الاقتصاد لذلك إذا اعتبرنا أن الاقتصاد رأسمالي سيكون رأس مال القلة، مبينة أنه في فترات الحروب تكون الدول هي المتدخل الأساسي في عملية التنمية والضمان الأساسي لأفراد المجتمع ولا يجب على الدول أن تتخلى عن واجباتها الاجتماعية.
كما أشارت إلى أنه لا يمكن التعويل على الواقع الاقتصادي للمستقبل لأن المشروعات الاقتصادية التي تطرح موجهة نحو النخبة الثرية من السوريين ولا تستهدف عموم افراد الشعب، وقالت سيروب “فعليا نرى الدولة تنسحب والدعم الاجتماعي يتراجع الإنفاق على الصحة و التعليم” ، منوهة إلى أن فنادق خمس نجوم لا يمكن أن تستهدف إلا النخبة الثرية وبالتالي أغفلت احتياجات عموم المواطنين لأنه لم يعد هناك طبقة وسطى.
وبينت سيروب في تصريحات إذاعية أنه رغم ارتفاع معدلات الضريبة في عديد من الدول إلا أن العديد من المستثمرين يتجهون إليها دون سورية والسبب هو الاستقرار بالقرارات كونه شرط أساسي لأي مستثمر لأن القرارات المتغيرة وأُثرها الرجعي يشكل عامل خطورة لأي مستثمر.
أستاذة كلية الاقتصاد لفتت إلى أن الحكومة تحاول تعويض فجوة مواردها عن طريق انسحابها من نشاطها الاجتماعي وفرض ضرائب غير مباشرة وهو ما يسمى “الضريبة العمياء” وهذا مخالف للدستور السوري.
وطالبت سيروب رفع الضرائب على المشاريع السياحية ذات الخمس نجوم وأن تكون بنسبة 40% وتخفيضها على الزراعة والصناعة، من جهة ثانية اعتبرت أنه لا فائدة من حذف الأصفار طالما أسباب ارتفاع الأسعار لم تعالج، والدول التي تلجأ لحذف الأصفار عندما ترى أنها أصبحت مهيئة للدخول بعملية التنمية وتجاوزت كل المشاكل لتؤثر بشكل نفسي على المواطن.
Post Views:
0