اعتبر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن وقف تمويل المنظمات المعنية بإنقاذ المهاجرين في المتوسط قرار صائب، مشددا على التزام بلاده بالمبادئ الإنسانية. القرار يأتي في وقت يقوم فيه ائتلاف المستشار فريدريش ميرتس بحملة ضد الهجرة غير النظامية، في إطار مساعيه لكبح صعود شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الخميس إن وقف الدعم المالي لمنظمات الإنقاذ المدنية في البحر المتوسط قرار صائب.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الكندي “لا تزال ألمانيا ملتزمة تجاه الإنسانية وستظل دائما”، وتابع “لكنني لا أعتقد أن وظيفة وزارة الخارجية هي استخدام الأموال لهذا النوع من الإنقاذ البحري”.
وكانت مصادر في وزارة الخارجية الألمانية أعلنت الأربعاء أن برلين ستوقف دعمها المالي لمنظمات الإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط وأماكن أخرى، في إشارة أخرى إلى تشديد سياسة الهجرة الألمانية.
وأضافت المصادر قائلة “لم تعد الحكومة الفيدرالية تخطط لتقديم إعانات للمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال إنقاذ المدنيين”.
ويُمثل هذا القرار الذي اتخذته الحكومة، التي تولت السلطة في أوائل أيار/مايو الماضي، تغييرا في السياسة التي انتهجها الائتلاف السابق، الذي كان يدعو إلى مثل هذه المساعدات.
وكانت وزارة الخارجية في الائتلاف السابق، التي كانت تتولاها أنالينا بيربوك المنتمية لحزب الخضر، قد وفّرت دعما ماليا كبيرا لمنظمات تعنى بإنقاذ مهاجرين ساعين للوصول إلى أوروبا انطلاقا من إفريقيا، غالبا على متن قوارب متهالكة.
ففي العام 2024، قدمت الحكومة الألمانية تمويلا بمليوني يورو لعدد من المنظمات بما فيها “إس أو إس هيومانيتي” و”إس أو إس ميديتيرانيه”.
وفي الربع الأول من العام الحالي، تلقّت منظمات غير حكومية تعنى بالإنقاذ البحري تمويلا حكوميا بنحو 900 ألف يورو، وفق مصدر في الحكومة الألمانية.
ووجّه حزب الخضر انتقادات للخطوة ووصفها بأنها “قرار كارثي لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي” وشريكه الأصغر في الائتلاف الحزب الاشتراكي الديموقراطي من يسار الوسط.
وقالت بريتا هاسلمان زعيمة حزب الخضر في البوندستاغ في تصريح لوكالة فرانس برس إن الائتلاف “يفاقم الأزمة الإنسانية في البحر المتوسط ويتسبب بمعاناة”.
من جهته، قال رئيس المنظمة غير الحكومية سي-آي (Sea-Eye) غوردن إيسلر، إن الخطوة تبعث بـ”إشارة كارثية”، لافتا إلى أن الدعم المالي لمنظمته ساعدها في تنفيذ “مهمات وإنقاذ أرواح. الآن قد يتعين علينا البقاء في الميناء على الرغم من حالات الطوارئ في البحر”.
Post Views:
0